الأزمة الأخلاقية في قضية قتل جمال خاشقجي

بقلم المستشار / محمد فتيح
كنت أتابع الأزمة منذ بدايتها بإهتمام
لأن الضجة الإعلامية التي أثيرت حول الموضوع كانت ملفتة للإنتباه ومثيرة للريبة في ذات الوقت.. بالإضافة إلى الجانب السياسي في المسألة وتعلق الأمر بأمور شديدة الخطورة في العلاقات الدولية وسيادة الدول و كذلك حرمة الدماء و حقوق الإنسان والحريات العامة..
ولفت أنتباهي بشدة حالة الإنقسام في تناول الموضوع منذ بدايته وقبل أن تتكشف الحقيقة بشكل واضح وكذلك حالة اللاحياد لدي غالبية المهتمين بموضوع مقتل خاشقجي..
ولعل أهم ما كنت أنتظر معرفته في هذا الشأن هو “موقف مصر أولاً ” وموقف ” تركيا ثانياً”
الموقف المصري يعبر عن حجم مصر على الصعيد الدولي والإقليمي ويحدد مكانتها في المنطقة العربية والشرق أوسطية.. وللأسف الشديد لم يكن مستغرباً أن يظهر الموقف حجم التراجع في الدور المصري…!!!
والموقف التركي كان مهماً من الناحية السياسية والأخلاقية في ذات الوقت نظراً لما تثيره هذه الدولة من حالة إنقسام حولها ما بين مؤيد ومعارض..
وقد تبين الأمر _ إلى حد ما _ أن الرئيس أردوغان لاعب سياسة من الدرجة الأولى وليس قديسا كما يتوهم البعض ومع ذلك ليس معدما أخلاقياً تماماً ولكنه يمارس الأخلاق بطريقة سياسية!!!
أما عن – الولايات المتحدة الأمريكية _ وقائدها القذر ترامب فليس مستغرباً أن يستغل الأزمة لصالح بلاده ولا مانع من إختلاق الأزمة لتحقيق الإستفادة على حساب مليارات العرب..
والمملكة العربية السعودية – للأسف – تدفع وستدفع ثمناً باهظا نتيجة لغباء قادتها ورعونة ولي عهدها وهذا ما يحدث دائما في دولنا العربية أننا من يدفع ثمن أخطاء الحكام.. ولا عزاء للشعوب…!!!
وختاما.. رحم الله جمال خاشقجي وكل من مات ظلماً وعدوانا على أيدي من لا يراعون الله في حرمة الدماء..
و أتمنى أن تنتهي الأزمة دون أن يلحق بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ضرراً فادحا نتيجة غباء” آل سعود ”
واخيرا أتمنى أن يعود لمصر سابق عهدها من المكانة والفاعلية على الصعيد الدولي والإقليمي… لعلها !!!