مقالات

الإنبهار والإنكسار ,, بقلم د/صافي يونس

Advertisements

بقلم الإعلاميه والدكتوره د/صافي يونس

” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ”

صدق الله العظيم …لخص الله عز وجل كرمه ورحمته في الأية الكريمة فهو الباسط برحمته وكرمه ايادي توبته لكل متشاءم وخائف حتي من نفسه ورغم اني شخصية عاطفية بطبيعتها وتتأثر سريعا بالاجواء وبحكم تركيبة برج السرطان التي تتعلق روحها في عيلتها ودفا الصحبة ولا تقبل لأرض الوطن بديلا وقد اكرمني الله بحكم عملي ان اسافر اكثر من مره لبلدان اخري ..

واذكر اني أحببت المدينة المنورة وبكيت بحرقة امام قبر الحبيب المصطفي وقت سبه واهانته من الرسام الدانيماركي وخجلت بشدة من كل هذه الافواج التي فشلت ان تعكس عظمة الاسلام ومكارم اخلاق خاتم المرسلين وان كانت مكة لم تستهوي قلبي باستثناء روحانيات الكعبة واجواء الشعائر الدينية في رمضان هناك ولا اعلم حقيقة شوقي الجارف لصوت رفعت والنقشبندي وكل الحياة بمصر فور انتهاء العمرة !!..

وكم بكيت في دبي ولم اقع تحت تأثيرها الساحر كدولة تماثل الغرب المتحضر لم يأسرني تفوقها بل أوجعني وبشدة رغم ان من اول نظرة وخطوة بالمطار تشعر بالفارق وان كان فخري بان العقول المنفذه لمهندسين مصرين عكر صفوها وانا اري سواعد مصرية شابة تكافح باعمال بسيطة نعم شريفة لكنها مخجلة شاهدتهم وقت دراستي لمنحتي الدراسية وعملي بقناة ترافيل وانفينتي وتمزق فؤادي علي خريجي كليات القمة يعملون بمحطات البنزين و عمال شيشه واعمال غير لائقة في حين ان بناة الامارات معلمين واطباء ومهندسين من المصريين ولكن بلا اعتبار كافي ورغم ذلك يصبرون ذلك باسباب تعود لمادة مغلفة بمبررات التقدير واحترام القانون كل ذلك قبل احداث 25 يناير التي وهبتنا أمل يتيم في تغير واصلاح ونهضة نستحقها حتي اغتالت أيدي المصالح والاطماع الاخضر واليابس فسقطت المؤسسات وتراجع الاقتصاد وتعاركت قوي الشر والسلطة لتنل من أحلامنا وذهبنا جميعا من حفرة الي هاوية الي محيط الي كهف ولان الميراث ثقيلا مرعبا مديونا اصبح ضيق الاحوال وعودة كل الوجوة القبيحة والدنيئة للصورة أمرا مرعبا ومحبطا …

ثم سافرت للمغرب أول مرة لتقديم مهرجانا فنيا وعرفت رغم كل النضافة والنظام كم نحن ظالمون وليس مظلمون !! نعم حقيقة يجب ان نستشعرها لنقيم أنفسنا بحق..البلد عربي جميل نظيف نعم لكنهم مستشرقون تماما لهجة صعبة قلوب جافة متقلبوا المزاج بشكل مرعب لا يحفظون جميلا ويتناسون اي طيب عند اول انفعال او تصرف غير مقصود ..

قد يتحدثون قليلا لكنهم دوما منفعلون عصبيون ثائرون ..كانت زيارة قصيرة وبعدها ذهبت لسلطنة عمان_مسقط وصدمني حجم العمالة المصرية بلد جبلي هاديء راضي مستريح ويعمل بلا ضجيج لان طموحاتهم محددة وتتحكم القبليات في نوازعهم وتحيزهم العرقي وأعجبني بصمات رجال الاعمال المصريين أمثال سميح ساويرس بان النهضة السياحية في صلالة ..

عظيم هو المصري بأي مكان وفي اي موقع تضع فيه الثقة وتعطيه قدره وتوفر له الامكانيات وتسهيلات تنفيذ احلامه المشروعه لواقع نحن أولي بيه ثم خدمتني الظروف لاذهب مع وفد مصري الي مملكة البحرين البلد الصغير الهاديء القابع في سكون وزهو علي الخريطة يستمد قوته من شموخ وامان قياداته و احسست بالكثير من الاعتزاز وواضعي القانون ومسؤلي التعليم والاعلام قامات مصرية اذن !! لماذا ؟! سؤال كان يهزمني ويعكر صفو سفرتي التي تقابل بالترحاب لانها قصيرة فانت مجرد زائر وربطتني ظروفي لاظل ثلاثة أعوام عجاف بمصر اتذمر ..

وابكي . واخسر.. واعافر ..واعمل واحارب ..واعود لاخسر واتشعبط في قدراتي واحلامي حتي صدمني عام 2018 كان كبيسا وعاق خسرت فيه الكثير صحتي وكل مالي والكثير من قدرتي وصبري وسقطت الاقنعة التي لطالما دافعت وبررت لها الخطايا وفي كل هذا الخضم قررت الهروب والاستسلام يهزمني الشعور القاسي بالانكسار في بلدي ووسط اهلي واحبابي وانا من آمنت بهم دوما وحافظت وعشت عليهم ابدا و خسرت الغالي والنفيث لأحافظ علي مباديء ومعتقدات كانت غالبية ثروتي المهدرة علي ارض الواقع وعند أول فرصه وافقت وقبلت عملا سريعا وقصير المدي في عمق تخصصي وحملت آلامي و طيلة بالي وكلي توكل علي الله ان يهديني قليلا من راحة البال …

ونظرت من نافذة الطائرة التي حلقت مع خيوط الفجر و اكتشفت اني لا استطيع التنفس ليس من فوبيا المرتفعات والطيران ولكن لانني تركت روحي وقبلت فراق قلبي الجريح بالجحود ونكران الجميل..وبدأت العمل باخلاص وجدية ليصدمني قانون جديد لخصوه أجدادنا في امثالهم الشعبية ..

لم يبهرني النظافة المطلقة ولا اناقة اللهجة الفرنسية ولا بصمات احتلال قبلوه وانغمسوا فيه.. لم تبهرني اضواء تخفت بعد العشاء ولا كوادر تتنافر بقسوة مغلفة بنفاق وتحفظ وحروب مستعرة تجعلني اترحم علي كل جرائمنا النفسية ..غلبني انكسار غربة بلا قلوب ودفا ابتسامات ابنائي حتي وانا ناقمة علي تقاعسهم .. هل تتهموني بالعاطفة المتطرفة ( تهمة لا انكرها) كسرني اكتشافي ان تواضعك في بلاد الاشقاء تحت مسمي الاصدقاء سيف حاد يقطعون به أدبك وتبسطك وطاعتك هو جدية واثبات تفاني وانتماء للعمل .. احترامك الكبير وعطفك علي الصغير بادب جم يعتقدونه ضعف ..

لا يا اعزائي انا فقط شخصيتي تلتزم باداب تربيتي و رد الثقة بافضل منها واصبح الصمت صديقي
وكل من اوصلني لهذا القبول البغيض في القائمة السوداء
لانهم ضغطوا علي فؤادي واستنفزوا ايمانه بواجباتي دون مقابل من حقوقي المهدرة ( نفذ رصيدهم فمزقوا قلبي وشتتوا عقلي وسمموا تعلقي بهم) ..
كل الزحام الذي تفرق مع تغير الحال لم يكن الا درسا قاسيا دفعت ثمنه باهظا من عمري الذي تبقي منه القليل الجدب ( الحمد لله )
و كنت انتظر ان يرد بمزيد من العطاء الصادق

هزم انكسار كبريائي كمصرية متميزة في عملها بشهادات دولية
وحتى بشهادة أعدائي المتنمرون والذي طاردتني لعنات حسدهم وغيرتهم رغم بعد الاميال والمسافات
و رغم كل الاحقاد يعترفون مضطرين ويقرون واقعا يستفز عنادهم ..ورغم ذلك نفذ الرصيد

فاز الانبهار بقيمة بلدي وارضي وشعب يجب ان يعود لجذوره وينقح اخلاقياته وسمو مشاعره الدافئه
*نحن شعب طيب رغم كل عيوبه ..متفاءل رغم كل احباطاته ..

قوي رغم اخفاقات وظلم أولي الامر فيه
واذا اصلحنا أنفسنا وصعدنا فوق الاحقاد والانانية وقتلنا الفهلوة ودفنا السلبية واللامبالاه وارتضينا الحق وتمسكنا بالموروثات الدينية بلا مظاهر خادعة .. والله شاهد وعالم وجبار لنكون خير الشعوب

*بلدنا يحتاج نظافة مطلقة في الشوارع والاماكن والضمائر

*قادتنا تحتاج مع حلف قسم المسؤلية شراء كفن ليعرفون ثقة
ان كل شيء لا محالة زائل ..قد يتعظون ويتقون الله فينا بحق

وليس امامي اختيارات القرار نهائي
* سأعود بكل الحنين وكلي ايمان ان مهما كان الالم والاحتياج أشتاق بيتي ودعوات ابي وامي وضحكاتهم ورائحة وحضن أولادي وتفاصيل ذكرياتي
انه اهون من اي رفاهية في غربة كل مافيها يباع ويشتري بالمال

*كل الوشوش والقلوب باردة مهما اخذت من لهيب اخلاصك

*وجدتني متهمة بالعشق ببلادي ارتديت العلم وسط الجموع الغفيرة متعددة الجنسيات وكلي شموخ .

وبدأت كلمتي علي المسرح بابيات لصلاح جاهين ودق قلبي لانغام بليغ حمدي وصوت ام كلثوم حين رقصت عليها الفرقة الاستعراضية

اكتشفت ان فصيلة دمي وعقيدتي مصرية لاقصي مدي وبهوس ( شرف لا ادعيه )

*بني وطني نعم المال مهم.. لكن نحن من نكسبة فلا تبيعوا أنفسكم لشيطانه

*بماذا يفيد المال ان خسرنا صحتنا واعصابنا و صحبتنا .

*تخلصوا من كل المنبهرين وناشري الطاقات السلبية فقط إزرعوا الامل بتحمل شظف العيش تحت سماء دافئة بالامان وحنان
* الدم المصري الحر

نسيت ان أؤكد ان كل العرب واخرين يحسدونا علي مصر بكل ما فيها حتي العيوب يروا فيها ابداع الفطرة وتاريخ ونقاء لا نستشعر قيمتة .

*أفيقوا
واستبقوا الخيراتفنحن بارض الكنانة صدقا..حسوا
بقيمتها وتاريخها وعظمتها ..نحن فقط من سنغيرها .. ونحفظها ونستعيد بشاشة وجوهها المكافحة الراضية.

مصر
ما اجمل اسمك علي لسان ارهقه الدفاع عنك وتبرأتك من خطايا شياطين الانس

*مصر الارض التي عشقت وسأظل أردد
* بلادي وان جارت عليا عزيزة .. واهلي وان ضنوا عليا كرام

( احبك يا بلادي وفديتك بروحي ..تستحقين)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى