امر تكليف .. حين لا يروي الشعر ظمأ الرمال .
كتب–محمد خلف
اتاني الاقتراح بمشاهدة العرض المسرحي الذي يستضيفه المركز الثقافي الترفيهي عن شاعر صديق اخبرني انه ذاهب لمؤازرة شاعر صديق شارك بكلماته في العمل سواء عن طريق اعداد النص او اضافة الاشعار اليه .. لم يكن لدي ما هو افضل لفعله فغادرنا المقهى مستقلين احدى سيارات الاجرة لتنقلنا الى قرب البوابات الضخمة لثروة مهدرة كمثل كثير من موارد بورسعيد .. دخلنا القاعة الضخمة لنفاجأ بحضور كبير العدد على غير المعتاد بالنسبة لعروض وافدة لا تضم من يحضر اصدقاءهم للتشجيع والهتاف كلما يظهرون .. افترقنا حين التقى كل منا اصدقاء فضل المشاهدة بصحبتهم .. اظلمت القاعة وانفتح السنار عن مسرح يصور كتيبة جيش ذات برج ودشم .. تضم بعض الجنود .. احد الصولات .. وضابط .
لا استطيع تحديد كم استغرق العرض بدقة .. حيث كان من العروض القريلة جدا التي لم اشعر خلال فيضان احداثها بمرور الدقائق التي ارتحلت خلالها ضاحكا مع الجندي سعيد ابن دمباط بلهجته المميزة ومرحه الدائم رغم ما تعانيه حياته الخاصة من صعوبات شاركه فيها الكثير من الشباب المصري .. تأثرت بكلمات الصول حسن القوية الرافضة لطبع صورة اخيرة له في ذاكرة طفله تحمل ملامح الخوف .. الشاعر علي الذي اتخذ المؤلف منه راويا للنص عن طريق مذكراته على لسان صديق الضابط شريف المغمور بالحزن المحمل بمسؤولية ارواح جنوده والثأر لرفيق سلاحه .. ونبيل الحالم بانهاء خدمته والهجرة اقتداء بأخيه الذي ساقته اليه الاقدار ليكون قدومه الذروة الحقيقية لاحداث العرض .
تناول العرض حياة واحلام عدد من الشباب من خلفيات اجتماعية وثقافية وجغرافبة متباينة جمعتهم ثكنة عسكرية فآلفت بينهم على حب الوطن وواجب حمايته فقدم كل منهم حياته فداء لوطنه لينهي الصول حسن كلماته بعبارة قيلت بقوة ” معدوش يا فندم ” ..
قدمت الفرقة عرضا ملتزما متقنا تضافرت فيه كل العناصر من نص مبدع لاخراج متميز لاداء رائع لاشعار ومؤثرات معبرة كي تنتج لوحة فنية متكاملة لم تشبها سوى بعض الشعارات المدرسية والاشارات السياسية التي رأيتها حسب نظرتي الخاصة دخيلة اثرت على الحالة الانسانية العامة للعرض مقحمة فيه سياسة دأبت على التفرقة لا الجمع .. كما عاب الحركة أخطاء تكتيكية في توزيع الجنود حسب الاختصاصات حيث اتخذ الجندي سعيد دور القناص الذي يعتلي حسب تخصصه موقعا اعلى من محيطه لكنه خال المعركتين اتخذ نقطة ارضية في بيئة صحراوية قد تضم ما يعيقه عن الحصول على رؤية واضحة عبر منظار بندقيته المفردة الطلقات ذات الترباس اليدوي التي يستحيل على من يحملها التقدم لخط امامي وهو خطأ قاتل وقع فيه المخرج اثناء تنسيق الادوار للمعركة الاخيرة .. لكنها اخطاء لا تعيب العرض الا لعين واعية لهذا الجانب الذي يجهله اغلب العامة .
“امر تكليف” هو عرض مسرحي يستحق المشاهدة انهى ايام عروضه في الباسلة التي استهل بها جولته بين المحافظات