مقالات

“ذكـريـات مُقـاتـل”

Advertisements

بقلم اللواء/ أسامة راغب

*نصر ٦  أكتوبر*
*على الرغم من أن الجيش المصري يُعد أعرق جيش فى العالم يإعتبارة أول جيش نظامى عرفة التاريخ ورغم ما سطرة من مفاخر وأمجاد فى ساحات القتال على مر العصور ، فإن الفرصة لم تتح له فى الزمن الأخير لإثبات مدى عظمتة وشجاعتة ومعدنة الأصيل وإظهار روعة أدائة وبسالتة ، إلا حين تحقق ذلك لأول مرة فى حرب 10 رمضان عام 1393 هـ 6 أكتوبر 1973 م .

ورغم الجهود العربية والدولية التى بُـذلت لتسوية النزاع العربي الاسرائيلي ، فإن اسرائيل رفضت فى عناد واصرار أية تسوية سلمية ، كما رفضت الالتزام بقرار مجلس الأمن الصادر فى 22 نوفمبر 1967 والذى ينص على الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة فى حرب يونيو 1967 .

فقد كانت على يقين من عجز العرب عسكريا عن التحرك ضدها ، وكانت على ثقة تامة بعدم مقدرة مصر وهى الجبهة العربية الرئيسية من جبهات دول المواجهه ،على القيام بأى هجوم موطئ قدم على ضفتها الشرقية ، سوف تقضي عليها قواتها فى ساعات معدودة . 

كما رسخ فى أذهان قادتها استحالة تنسيق أى هجوم عربي ضدها على أكثر من جبهه بسبب عدم مقدرة القيادات العسكرية العربية على التخطيط ، وضعف شأن القوات العربية وعجزها عن مواجهة جيش اسرائيل الذى لاي يـُقهر ، ونتيجة لهذا الغرور القاتل ، فقد كان القادة الاسرائليون يهيبون بأنفسهم بأنهم يملكون التفوق التام وأنة ليس أمام العرب سوى الاستسلام لشروط إسرائيل والسكوت المطلق على المطالبة بأراضيهم التى احتلها فى حرب يونيو 67 . 

ولكن مصر على خلاف ما كانت تتوقع اسرائيل لم تستسلم لليأس ولم يكن هناك مصري واحد يقبل أن يبقى جزء من تراب الوطن وهو سيناء خاضعة للاحتلال الاسرائيلي البغيض وبدأت مصر على الفور فى إعادة بناء قواتها المسلحة بمعاونة الاتحاد السوفيتي الذى أمدها بالاسلحة والمعدات عوضا عما فقدتة فى حرب 67 فضلا عن إمدادها بالخبراء والمستشارين السوفيت . 

وعندما بدأت الحرب فى الساعة الثانية ظهرا يوم 6 أكتوير 1973 كانت اسرائيل ما تزال تبدو أمام العالم كقلعة عسكرية منيعة لا يمكن إقتحامها ، ووصل الغرور بالاسرائيليين الى الاعتقاد بأن هذة الحرب ما هى الا اليوم السابع من حرب الايام الستة السابقة ، ومن  قاعة دار “سوكولوف” التى شهدت المؤتمرات الصحفية الخاصة بأنباء الانتصارات الاسرائيلية الباهرة فى حرب يونيو 67 ،

أعلن موشي ديان وزير الدفاع مساء 6 أكتوبر فى مؤتمر صحفى “سوف يدحر جيش الدفاع الاسرائيلي المصريين بضربة شديدة فى سيناء ” ، وسوف ينتهى القتال بإنتصارنا فى الايام القادمة ، ولكن هذة الاوهام الاسرائيلية لم تلبث أن تبددت منذ الساعات الاولى من القتال فقد نجحت القوات المصرية فى اقتحام قناة السويس واجتياح حصون خط بارليف وبدأت فى إنشاء منطقة من رءوس الكبارى على الضفة الشرقية للقناة كما تمكنت من تدمير لجميع الوية المدرعات الاسرائلية تدميرا كاملا . 

وهكذا انهارت نظرية الأمن الاسرائيلي بكل أسسها ومقوماتها وتقوّضت سمعة الجيش الاسرائلي الذى ذاعت شهرتة فى الافاق بأنة الجيش الذى لا يُقهر وأصيب الشعب الاسرائيلي بصدمة عنيفة وصفها بعض المحللين العسكريين بالعبارة الشهيرة لم حدث لهم وقال ” زلزل فى اسرائيل ” ، على الرغم من مرور أعواما كثيرة على حرب أكتوبر إلا أننا لا نزال نشعر بمذاق وحلاوة الانتصار.. أما الذى ضاع منا على امتداد هذه السنوات الطويلة فهو المعنى.. معنى انتصارنا على أنفسنا.. وهذا ما نحتاج أن نبحث عنه ونستعيده.. ولهذا كان من الضروري أن تسترد مصر أرضها بالقوة وإيمانا بأن “ما أخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة”. وهذه العباره هي الدافع الرئيسي التي توجت الكفاح المصرى والعربي ضد العدو الصهيوني في كلا الحروب التي خضناها لاسترداد حقنا وللحفاظ علي اوطاننا…*

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى