مقالات

جزيل الشكر.. للمحافظ العظيم!

Advertisements

كتب- محمد خلف

أن تكون بورسعيديا يعني أن تثور لأسباب معينة تمت برمجة جيناتك للغليان لمجرد المساس بها، يحوز النادي المصري مقدمتها، تليه المنطقة الحرة التي لا ينتفع منها إلا فئة من الفاسدين الذين دمروا المدينة بالسعي للكسب اليسير عن طريق التهريب، أو حائزي البطاقات الاستيرادية، أو الإساءة لاسم المدينة بأي شكل..

ويعرف البورسعيدي في جميع أنحاء الجمهورية بأنه (اقرع ونزهي) حيث يرتدي أثمن الثياب ويدخن أغلى السجائر ويحمل أثمن الهواتف المحمولة، في الوقت الذي قد لا تجد في جيبه ما يكفيه لوضع مؤخرته على مقعد ميكروباص ينقله من مكان لآخر..

وعلى النهج ذاته يتعامل البورسعيدية على جميع المستويات، مع أزمة مياه الشرب التي تكررت أكثر من مرة على مدى الشهور الماضية من دون أن يكلف مسؤول واحد نفسه عناء توضيح الأسباب، فقط يضج الناس بعض الشيء، تعود ضعيفة متقطعة لأيام، ثم تغيب مرة أخرى، ليضجوا مرة أخرى في حين ينشغل إعلاميو (مع التحفظ على اللقب) بورسعيد في اللهاث خلف المحافظ مقتفين آثاره في الاجتماعات والاحتفاليات، فأجدهم يبكون الماء الفقيد بشخصهم، ويمجدون المسؤول الأول عن المحافظة وكل ما يختص بها بصفتهم، التي من المفترض أن تدفعهم لمواجهته بالقصور الشديد في العديد من منظومات إدارة محافظته، من نظافة افتقدتها الشوارع، صرف صحى غادرت مياهه الآسنه جوف الأرض لتفترش سطحها، ناهيك عن مشاكل الإسكان التي لا تنتهي، ليمتدحونه على مجهوداته وإنجازاته في جعلها أول مدينة رقمية رغم سوء جميع خدمات الاتصالات، والثناء عليه لإعادة تخطيط الشوارع الغير معمول به، والتغني بالهم الملقى على عاتقه لافتتاح منظومة التأمين الصحي الذي لا يستفيد منها سوى من يتحمل سخافات الموظفين المنوط بهم تسجيل البيانات والزحام والتكتل، فأراهم يهمسون بالشكوى في كلمات مقتضبات عبر صفحاتهم الشخصية لعجزهم عن طهو طعامهم، أو حتى قضاء احتياجاتهم البيولوجية، ثم يضجون بالشكر والثناء..

أما نواب الباسلة الأفاضل، فقد اقتنعوا منذ زمن بعيد أنهم قد سددوا لناخبيهم ما يدينون لهم به نقدا، حين دفعوهم لوضع علامة بجوار أسمائهم في لجان الاقتراع، فلا تجد منهم تدخلا في شأن إلا إن كان يضمن الظهور الإعلامي أو شراء ارضية جديدة في الشارع..

وكذلك شعب الباسلة العظيم أحفاد الشهداء أراهم يدفنون الرؤوس محتمين بالصمت..

لذا أتوجه بجزيل الشكر للمحافظ العظيم على تأكيد مكانة بورسعيد كفأر تجارب الدولة..

كما أشكر السادة الإعلاميين على ما تفرج على مجهوداتهم الحثيثة لتلميع أسماء السيد المحافظ والتنفيذيين..

وأشكر السادة النواب على تحملهم الصداع الذي نسببه لهم بالمناداة بأبسط حقوقنا نحوهم..

وأشكر احفاد ٥٦ الذين جلبوا بالصمت المتخاذل العار لأجدادهم.

Advertisements

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى