بقلم شيماء سلامه يُعد انفصال الأبوين حدثا مؤلما يترك أثرا نفسيا عميقا على جميع أفراد الأسرة، وخاصة الأبناء. في كثير من الأحيان، تُلقى تبعات هذا الانفصال على عاتق الأم، حيث تصبح المسؤولة المباشرة عن تربية الأبناء ورعايتهم، مما يجعلها تتحمل أعباءً نفسية ومادية مضاعفة. ولكن المأساة الأكبر تحدث عندما يتحول الأبناء، بدلًا من أن يكونوا سندًا ودعمًا لها إلى مصدر للألم بسبب عقوقهم وحجودهم. رمي اللوم على الأم عندما ينفصل الأبوان، قد يجد الأبناء أنفسهم في حالة من الصراع الداخلي، غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم بوضوح. وفي بعض الحالات يلجأ الأب أو أطراف أخرى إلى توجيه اللوم للأم، مُتهمين إياها بأنها السبب في الانفصال أو في تدهور حال الأسرة هذا التأثير السلبي يجعل الأبناء ينظرون إلى الأم بنظرة مليئة باللوم والانتقاد دون إدراك التضحيات التي قدمتها. مظاهر العقوق بعد الانفصال 1. عدم الرد على الكلام: يُعتبر تجاهل الأم عند حديثها أو عدم الرد عليها ببرود أو صمت من أبرز أشكال العقوق النفسي هذا السلوك يجرح مشاعرها ويُشعرها بالوحدة. 2. التقليل من احترامها: يظهر ذلك في طريقة الرد الجافة أو المليئة بالسخرية، ما يُضعف من هيبتها في أعينهم ويزيد من آلامها. 3. تحميلها المسؤولية بالكامل: يتجنب الأبناء أحيانًا التفكير بموضوعية، ويُحمّلون الأم كل المسؤولية عن الوضع العائلي دون الالتفات إلى دور الأب أو الظروف المحيطة. 4. الابتعاد عنها عاطفيًا ومعنويًا: ينشأ نوع من الحواجز بين الأبناء والأم حيث يشعرون أنها أصبحتأقل أهمية في حياتهم رغم أنها قد تكون الشخص الوحيد الذي يسهر على راحتهم. كيف يؤثر هذا العقوق على الأم؟ الأم، بطبيعتها العاطفية ، تُعتبر أضعف أمام الأبناء، وخاصة بعد الانفصال الذي قد يُضعف حالتها النفسية. عقوق الأبناء يزيد من إحساسها بالفشل والخذلان، ويتركها تُصارع وحدها مشاعر الحزن والمرارة. قد يؤدي هذا إلى تفاقم مشاكلها الصحية والنفسية، مثل الاكتئاب والقلق مما يُضعف قدرتها على الاستمرار في رعاية أبنائها بنفس القوة السابقة. كيف يمكن معالجة هذا الوضع؟ 1. التوعية والتواصل يجب على الأبناء فهم دور الأم وتقدير تضحياتها. الحوار الصادق والمفتوح يساعد في إزالة سوء الفهم. 2. دور الأب على الأب أن يُظهر الاحترام للأم، وألايُلقي عليها اللوم أمام الأبناء لأن ذلك يؤثر بشكل كبير على مشاعرهم وتصرفاتهم. 3. التوجيه الأخلاقي والديني توعية الأبناء بأهمية برالوالدين من خلال الدين والقيم الأخلاقية ، حيث يؤكدالإسلام بشكل خاص على مكانة الأم وفضلها. 4. الاستشارة النفسية: في بعض الحالات ، قد تكون هناك حاجة إلى تدخل مختص نفسي لمساعدة الأسرةعلى تجاوز الأزمات وتعزيز الروابط بين أفرادها. الأم هي عمود الأسرة الذي يظل قائمًا رغم كل الصعوبات، ولكنها ليست معصومة من الألم أو الانهيار. عقوق الأبناء بعد انفصال الوالدين يزيد من معاناتها ويُثقل كاهلها بأعباء نفسية إضافية . من المهم أن يُدرك الجميع خاصة الأبناء، أن الأم هي الشخص الذي يستحق الحب والاحترام دائمًا، بغض النظر عن الظروف.