مقالات

د.عبدالله العتيبي يكتب / زينة الدنيا والاخرة ..

Advertisements

………………………………………………………………………………………………………………………………

(شكراً لكل امرأة تعبت لتجهيز مائدة الإفطار .. شكراً لكل أم.. شكراً لكل زوجة .. شكراً لكل أخت رمضان لا يكتمل بدونكن ) ..
كانت تلك إحدى الرسائل النوعية اللافتة التي تحمل في ثناياها مضموناً قيماً غاية في الروعة ، ذلك أن فيها زخماً
وافراً من الشكر لهؤلاء اللاتي يضنيهن التعب في سبيل اسعاد أسرهن وقبل أن تصلني هذه الرسالة القيمة
كنت قد كتبت تغريدتين في ظهر أول يوم من أيام هذا الشهر الكريم ..
قلت في الأولى : ( بعد قليل أغلب النساء يدخلن المطابخ لإعداد الفطور ويبذلن قصارى جهدهن لإسعاد أسرهن وأبو الشباب إما نايم والا يتنقل بالريموت بين القنوات ! ) على أن هناك كثيرات يعتمدن اعتماداً
كاملاً على الخادمة أو الشيف في اعداد الإفطار ولا شك أن هؤلاء قد فقدن سعادة لا يمكن أن تعوض أو توصف ذلك أن القيمة المعنوية ليست في الطعام في ذاته بل فيما تضيفه المرأة من حب لأسرتها في إعداده وتقديمه وكتبت في التغريدة .

الثانية : (أقدر لربات البيوت جهدهن المضني في رمضان في الإعداد والتجهيز والطهي وقد يتجاوز مكثهن في المطبخ خمس ساعات يومياً .. شكراً لهن ) والحق أن الشكر قليل بحق نسائنا لما يبذلنه من جهد يستبق الشهر الفضيل بأسابيع إلى أن تبدأ ساعة الصفر مع دخول الشهر حيث يبدأن عملهن اليومي بكل همة ونشاط ، وإذا ما تصورنا كيف أن بداية عمل ربات البيوت تبدأ في ساعات هن أشد ما يكن فيها طلبا للراحة ثم يستمر العمل في تجهيز أطباق عديدة في وقت واحد يسابقن فيه الزمن في ظل درجات حرارة قياسية يمر فيه شهر رمضان في الأعوام الأخيرة يضاعفها
ما يواجهنه من حرارة الأفران وما أن تأتي الثواني الأخيرة قبل أذان المغرب حتى يقدم الإفطار في أبهى حلة وأفضل صورة .


مشكلتنا أنه تمر علينا مواقف يومية أو مناسبات موسمية اعتدنا فيها على وجود أي أمر أو توفره دون البحث في مسبباته أو التأمل في حيثياته ، والاعتياد على أمر ما أصاب شريحة كبيرة من مجتمعنا بالتبلد الحسي والتجمد العاطفي تجاه ما يبذل لهم ويقدم ولعل كثيرا من البذل والعطاء هو في الحقيقة يمثل وجهاً بهياً ولوحةً زاهيةً للحب الدافق فليس بالضرورة أن يكون التعبير بالحب ما تحتكره الأساليب المعلبة التي تبثها الفضائيات من مسلسلات مصطنعة وليس
صحيحاً أن الحب مقتصر على العبارات الرومانسية التي تفيض بها وسائل الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي رغم أهميتها البالغة وقيمتها العالية لكنها بالتأكيد ليست كل صور المحبة والتواد إن لم تكن أقلها .

على أن هناك كثيرات يعتمدن اعتماداً كاملاً على الخادمة أو الشيف في اعداد الإفطار ولا شك أن هؤلاء قد فقدن سعادة لا يمكن أن تعوض أو توصف ذلك أن القيمة المعنوية ليست في الطعام في ذاته بل فيما تضيفه المرأة من حب لأسرتها في إعداده وتقديمه والطعام الذي تعده ربات البيوت في رمضان لا يعرف قيمته إلا من سافر لمهمة أو ابتعث لدراسة فمهما بلغت أفضل المطاعم في أي دولة في العالم فلن تصل إلى معشار ما تعده نسائنا من إفطار رمضاني متميز هذا فضلاً عن الأجواء الروحانية التي يفتقدها أولئك وأجواء الألفة الأسرية التي تكون حين تجتمع الأسرة الواحدة حول المائدة و تظللهم طاعة الرحمن وتتوجهم فرحة المؤمن .
وأتابع بكثير من الاهتمام ما يقوله ويكتبه أبناؤنا وبناتنا المبتعثون من أن أكثر ما يؤلمهم بالإضافة إلى الغربة والبعد عن الوطن والأهل أنهم افتقدوا الطعام الذي تعده أمهاتهم والجو الحميمي الذي يجمع الأسرة عند الغروب في الشهر الكريم .. وبالفعل فلا يعرف قيمة الشيء إلا من افتقده ، حسناً .. إذن فلنقرأ جميعاً هذه الرسالة ولنطبقها
في بيوتنا شكراً وامتناناً وعرفاناً لنسائنا (في هذا الوقت وحتى الإفطار هناك أم وزوجة وأخت وبنت تفعل ما بوسعها لترضيك على وجبة الإفطار فلا تحرمها من دعوة بالسروإعجاب بالعلانية ).

Advertisements

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى