فن وثقافهمؤسسة الحياة

البطلة الفدائية: زينب الكفراوي؛ سيدة مصرية سطرت اسمها في التاريخ بحروف من الشجاعة والأمل، كأول سيدة تنضم إلى المقاومة الشعبية

Advertisements
.
كتب: مصطفى عبد الموجود
فتاة صغيرة لم تتعد الـ 13 عامًا بعد، ساعدت في التصدي للعدوان الثلاثي على الرغم من كونها أنثى، فسطرت اسمها في التاريخ بحروف من الشجاعة والأمل، فلم تخش دوي القنابل ولا الرصاص المُلقي على منزلها وأسرتها..
كانت تحلم بالتخرج من مدرسة المعلمات، والعمل كمُدرسة أطفال. لم يكن حلمها يومًا الانضمام إلى معسكرات الجيش الوطني، ولكن العدوان الثلاثي فرض عليها التدريب على القتال وحمل السلاح عام 1954.
بدأت بحمل التبرعات مع حملة “سلح جيش أوطانك واتبرع لسلاحه علشاني وعلشانك”، ثم كونت المجموعة النسائية للمقاومة الشعبية عام 1965.

قامت بتوصيل الأسلحة وتوزيع المنشورات ضد الاستعمار، عندما كان عمرها 15 عامًا فقط. كما أنها ساعدت رجال المقاومة الشعبية في إخفاء الضابط البريطاني ميرهاوس، بعد خطفه من قبل عائلة محمد حمد الله. وساعدت والدها في إخفاء دفاتر ومستندات القسم من أعين الإنجليز. وعملت في الحرس الوطني خلال فترة العدوان الثلاثي.

زينب الكفراوى: فدائية من فدائيات المدينة الباسلة بورسعيد وتعد أيقونة المقاومة الشعبية النسائية بها أثناء العدوان الثلاثى عليها عام 1956م ولذا فهي تمتلك تاريخا مشرفا فى سجلات الفدائيين بمنطقة القناة بشكل عام وبمحافظة بورسعيد بشكل خاص .
كانت قد بدأت رحلة كفاحها منذ عام 1954م وهى فى سن 15 عاما بالمرور على المقاهى حاملة صندوقا خشبيا يرافقها عسكرى مصرى وهى تهتف سلح جيش أوطانك وإتبرع بسلاحه علشانى وعلشانك وكلما امتلأ الصندوق بالتبرعات تسلمه للسلطات ثم تعيد الكرة فى اليوم التالى كما حصلت علي بعض التدريبات العسكرية علي حمل السلاح في معسكرات الحرس الوطني وهي طالبة بمدرسة المعلمات في بور سعيد قبل العدوان حيث كانت تذهب للتدريب في الساعة السابعة صباحا ثم تنصرف إلي مدرستها في الساعة الثامنة وبحلول يوم 29 أكتوبر عام 1956م وحتي يوم 23 ديسمبر عام 1956م جاءت أيام لا تشبه بقية الأيام فى روزنامة تاريخ مصر الطويل الشاق فى مكافحة المحتلين والبغاة الطامعين فى إرثها وثرواتها فى مختلف العهود والحقب منذ آلاف السنين حيث كانت هذه الأيام حقا أيام عسيرة مرت بها مصر نتيجة القرار المصرى المصيرى الذى هدد مصالح دول عديدة كانت تستنزف خيرات مصر فجاء هذا القرار الصادم ليفجر حنقها ضد مصر وشعبها قرار تأميم قناة السويس الذى أصدره الرئيس الراحل جمال عبد الناصرفي يوم 26 يوليو عام 1956م وفي هذه الأيام المشار إليها تآمرت كل من بريطانيا وفرنسا وشاركتهما إسرائيل في العدوان الغاشم علي مصر فيما عرف بالعدوان الثلاثي أو حرب السويس مما جعل الرأي العام العالمى بأسره يلتفت إلى ذلك العدوان ويشجبه ويساند مصر وتحت السماوات المصرية الملبدة بغبار الطائرات والبوارج ودوى المدافع الفرنسية والبريطانية كان الجيش المصرى العظيم يوزع طاقاته بين الذود عن أرض سيناء الحبيبة وعن قناة السويس وهنا برز فى المشهد جيش مصرىّ ثان بكل طاقة الوطنية الغضوب ليذود عن أرضه جيش المقاومة الشعبية حيث خرجت كتائب المقاومة من البيوت رجالا ونساءا وأطفالا لصد الهجوم التترى الشرس عن مدينة بورسعيد الباسلة.
– وقد كرم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، الفدائية البورسعيدية “زينب الكفراوى، على هامش فعاليات مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، والذي عُقد بمشاركة 1200 شاباً وفتاة، من أبناء محافظات القناة وسيناء، وقبل سيادة الرئيس رأسها، تقديرًا لدورها الكبير فى مقاومة الاحتلال، وقد تحملت المحافظة تكاليف علاجها لفترة طويلة.
عاشت البطلة الفدائية حياتها مناضلة ومدافعة عن أرضها ومحبة لهذا الوطن العظيم حتى وافتها المنية عام 2020م مساء يوم جمعة عن عمر يناهز 80 عاماً من التضحية،
وستظل مصدر فخر وعزة لنا جميعًا بتضحياتها وبطولاتها لكافة الأجيال، فهى مثال للوطنية والفداء من أجل تراب مصر، رحم الله البطلة وأسكنها فسيح الجنات.
Advertisements

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى