اللايف أهم من العيش… والترند بيأكل أكتر من الوظيفة!”
"من التيك توك إلى التيك كوك: حينما يتحول الدعم إلى بودرة وسلاح!"

بقلم شيماء سلامه
هل تصدق أن رقصة على تيك توك قد تساوي سعر
سيارة؟ أو أن صوت شخص بيقول “بحبكوا موت”
يدر
أرباح أكتر من صاحب مصنع؟ لو لسه مستغرب،
يبقى حضرتك مش واخد بالك إننا عايشين في عصر
“الدعم
غير المشروط… والمصدر غير المشروع”!
في الزمن اللي فيه الاقتصاد الرسمي بيصارع عشان
يفضل عايش، ظهر اقتصاد موازي بيزدهر في
صمت،
أو بالأصح في ضجيج التيك توك. شباب وفتيات
بيقدموا محتوى فارغ، لكنه مدعوم جدًا… مش من
متابعين، بل من جيوب متخمة بفلوس جاية من
أماكن ما ينفعش تتسمي.
غسيل أموال على أنغام الترند
زمان كنا بنشوف أفلام عن غسيل الأموال في
كازينوهات أو شركات وهمية، دلوقتي بقى عندنا
مغسلة فلوس 24 ساعة مفتوحة… اسمها تيك توك.
الداعم الفلاني اللي بيرمي آلاف الجنيهات على لايف
بنت مشهورة… مش دايمًا بيحبها أوي، ولا بيتسلى…
هو بس “بيبيّض” شوية فلوس جاية من تحت
الأرض:
مخدرات؟
أدوية مغشوشة؟
تجارة سلاح؟
تهريب آثار؟
اختار اللي يعجبك، بس ما تسألش عن المصدر!
فلوس بـ”الوردي”… ومحتوى بـ”الأسود”
المضحك المبكي إن اللي بيشتغلوا شغل شريف في
البلد، بياخدوا نص المرتب بعد الضرائب، بينما على
تيك توك، الدعم “فريش” و”كاش” ومشمول بالمحبة.
فتاة ترقص في بث مباشر تجمع 100 ألف جنيه في
ساعة، بينما شاب طبيب بقاله 10 سنين دراسة، بياخد
10 آلاف في الشهر… فين المنطق؟
المنطق للأسف اتغسل مع الفلوس.
السلطات في غيبوبة… أم في شراكة؟
هنا ييجي السؤال الحقيقي: فين الدولة؟ فين
الرقابة المالية؟ فين الضرائب؟ فين وحدة مكافحة
جرائم الأموال؟
ولا إحنا مستنيين ما يحصل مصيبة، وبعدها نبدأ
نشوف “حملات تنظيف” من النوع اللي بيطلع في الأخبار.
مش دعم يا فندم… دي جريمة اقتصادية
“الداعمون” مش ملائكة، ولا هما مجرد معجبين…
هما طرف في عملية ممنهجة لغسل أموال.
والمحتوى
الفارغ مش بريء… هو الستار اللي ورا بيتخبى الكيف
والسم والسلاح.
الموضوع أكبر من رقصة…
لو ما تمش وضع حد للعبث اللي بيحصل على
منصات التواصل، هنصحى على كارثة اقتصادية
واجتماعية.
وبدل ما نبني مستقبل على محتوى نافع، هنلاقي
جيل كامل بيستثمر في “القعدة قدام الكاميرا”
و”الفلوس اللي مالهاش صاحب”.
وفي النهاية، افتكر دايمًا:
مش كل دعم على التيك توك جاي من حب… ممكن
يكون جاي من بودرة!