المقعد الخالى

رؤية / طارق الرفاعي
التفت جالسون علي الشاطئ سريعا نحو كرسي أصفر اللون ملقي علي جانبه الأيمن، تصطدم به الأمواج المتلاحقة علي أحد شواطئ المدينة الغامضة
سؤال واحد خطر علي بال الجميع في نفس الوقت
أين ذهب الجالس عليه؟
لقد كان هنا منذ دقائق قليلة
شاب طويل، ممتلئ القوام، قمحي الوجه، ويرتدي نظارة طبية، كان يزيلها من علي وجهه بين الحين والأخر، ليمسح دموعه التي تساقطت علي زجاجها، ثم يعاود ارتدائها مرة أخري.
نظروا سريعا لبعضهم البعض، ثم قفز عدد منهم سريعا لينظر بعيدا بطول الشاطئ وبمحيط المكان
ليس موجودا
لم تعثر أعينهم عليه
أما الأخرون لم يتحركوا من علي مقاعدهم
أعينهم كانت تنظر إلي المقعد الملقي تارة، وتارة أخري ينظرون نحو أمواج البحر المتلاحقة
أهل فعلها؟
أهل جفت عينه فنزل إلي البحر ليجدد دموعه؟ أم اختار الرحيل؟
كم من مقاعد خالية علي الشاطئ، تركها أصحابها لاحتضان صديقهم في رحلة الرحيل عن جهنم دنياهم