انا وهي و الادمان
قصة قصيرة بقلم : د / صافي يونس
بدأت “وعد” تشعر بالقلق..
فقد تأخرت صديقتها كثيرا عن موعدها
ولم يحدث ذلك من قبل خاصة حينما تحدثها بالهاتف باكية مستنجده بها
مثل كل مره تلجأ اليها في مواجهة مشاكلها مع زوجها او اي مشكلة اخري كانت دوما مرجعيتها ومفتي حياتها
…
تتعجل وعد هذه اللحظة من الفضفضه
وتتمني ان تأتي قبل عودة “مهاب” من العمل والا ستضطر ان تضعف وتغير قرارها
التي اتخذته مرارا
ولم يصل لحيز
التنفيذ ابدا
نعم هي تعشق زوجها بل وأكثر لقد باتت حياتها دائرة مغلقة هو ثم اي شيء آخر
..
تخلت عن الكثير والكثير لاجله
عاشت في استسلام إستعذبته
و رغم كل الوجع
تعشقة
بكل عيوبه وغموضه وانانيته تعشقه
..
قصة حب وعناد كانت مثار جدل ورفض كثيرون
ومن المرات القليلة
التي خالفت فيها الكل حتي “رجوي” صديقتا الاهم والاقرب
..
كيف توافق ان يحرموها من” مهاب” الرجل الذي آحبته في يأس وصمت
و سعت اليه وتمنته
كل من تعرفهن علي اختلاف مستوياتهم وأعمارهن
ورغم انها اقل منهن
في كل شيء
كما كانت تقول عن نفسها لكنه اختارها هي
دون الجميع من رفقاء
النادي الرياضي
اكيد هذا سر رفضهم لهذة الزيجة المفاجئة حتي لها فكيف لهذا الضابط الشاب الواثق من نفسه في وسامه ملحوظة وثقة بلا حدود
ان يطلبها للزواج
دون غيرها ورغم كل المعوقات لتحقيق ذلك
…
لا مجال اذن لمقارنته
مع الاخرين
ولا يمكن ان تفرط
في هذا الحلم رغم تحوله الي كابوس
مميت احيانا
هل هو الحب؟
ام الكبرياء ام كلاهما!؟
..
هل تخشي مواجهة الاخرين لكن ماذا عن الحقيقة كذبه ..خياناته .. قسوته.. الوجه الاخر الذي لم يسدد فواتيره الا وعد فقط
رغم انبهارها به كانت تخافه وتتجنب غضبه وتركه للبيت اوقات طويلة
حتي لا تسأله ولا تعاتبه وجودها في حياته
لم يكن سوي استكمالا لصورة الزوج الناجح
لم يشاركها قرارا قط ولم يصحبها لرحلة ابدا بل فوجئت كالاغراب باستقالته من عمله وتوجهه لعمل حر
لم يدر عليه اموالا قدر ما سحب من مكافئته وورثه عن ابيه
..
لكنه علي صواب رغم الاخفاقات..لكنه حبيبها التي اختارت وتمنت وارتضي هو بها عقيما
هذا وحده كفيلا ان تذوب فيه وتعيش له وحده دون تردد هو كل الفرص المتاحه لها
قانعه بكل ما يحدث لهما معا كان ينجح في ان ينقلها من عالمها الي عالمه بلحظة
..
دق الهاتف _رسالة_ اختطفته بفضول _ “مهاب” يقول لها
( احبك رغم كل شيء استعدي ؟! )
ماذا يقصد وهل عرف انها كشفت سره ؟!
يا تري تستعد لماذا ايضا؟
هل تنتظر دفاعه وتسامحه مثل كل المرات التي صدقت كذبه ومبرراته الخرقاء !!
..
دق جرس الباب أكيد هي رجوي .. جرت ملهوفه تفتح الباب وتستعد للخلاص من الحمل الثقيل ستبكي وتحكي وترتاح ثم تقرر مع صديقتها ماذا ستفعل
..
#باقة ورد من البنفسج زهرها المفضل
نظرت لحاملها ببلاهه ودهشة سلمها لها واختفي حتي لم ينتظر التوقيع والبقشيش !!
…
( اشتاقك لانك نفسي .. فهل هناك امل ان تعودي !!! )
لا توقيع اكيد هذا خطأ في العنوان ..لكن البطاقة بدأت ب الغالية ” وعد ”
..
لم تفكر طويلا
ولم تهتم قد يكون “مهاب” يداعبها ؟!
شعر بم عرفته ويمهد لقهر مقاومتها بهذه الحركات التي يجيد اختيار اوقاتها بذكاء يحسب له
..
رجوي اين انت هي رفيقه غرفة الاغتراب وقت دراستها كل منهما يدرس بجامعة وبمجال يختلف كانت رجوي صاخبة منطلقة جميلة جريئة صاحبة قرار اختارت السياحة والفنادق لدراستها
ايمانا منها بأنها وسيلة جيدة لتحقيق الذات والثروة
( كانت تتمني ان تكون هي “رجوي” فهي تعيش كما تريد وتستمتع بحياتها تماما ولا تهتم بسن ألسنة المهاجمين والمنتقدين لها بل وتعتبرهم وقود النور لتعيش سعيدة ناجحه شيقه )
اما هي فدرست الصيدلة لانها لا تملك شجاعة الاطباء ولا قوة المهندسين ولا مواهب الادباء !!فقط تجتهد
اختارت ان تكون كما تصفها “رجوي” بياعه خايبه للفوط الصحية ومعجون الاسنان
والاسبرين !!!
كانت هادئة جمال
عادي وروح راضية متصالحة
تخشي كل ما فيه قرار او مغامرة
ولا تدرك للان كيف هي و”رجوي” اصبحتا صديقتين بهذا الشكل الحميم طوال خمسة عشر عاما
دق الجرس مرة ثانية ..اكيد جاءت المجنونة
التي تحتاج الي صحبتها رغم كل شيء
..فتحت بلهفه تعكس توترها ( خير يا هانم الم تكبري وتنضجي بعد 20 مكالمة ورسالة خير ان شاء الله اكيد حاجة عبيطة كالعادة مافيش فايدة ..هاااا ما المصيبة هذه المره ..هل سمعتيه يحب في الهاتف عادي هذه طبيعته لن
يشتريها
ام ظبطتي رسالة له علي الواتس اب
غبي لم يتعلم من كل خناقاتكم ان يغلق هاتفه بالباس ورد
..
ياتري تشكين وتراقبين من الان ؟! لم يعد بقائمتك الا انا و
اختك
..ضحكت “رجوي” باستهتار
وهي تغلق ذراعيها
علي صديقتها الساهمه بدموع صامته 😪
كعادتهما معا توجهت مباشرة نحو المطبخ هااا تناولتي قهوتك ام تنتظرين الشيف جوجو بسبب حضرتك حرمت من سيجارة الصباح وفنجالي المحوج
هااا يمكنك البدء عندي رحلة بعد ساعتين )
ظلت “وعد” واجمة تتابعها وتذكرت كانه أمس كيف بدأت صداقتهم حين وجدت “رجوي” تدخن بعصبيه وشراهه وكادت ان تنتحر في حجرتهما بالمدينة الجامعية بعدما خذلها “سامح”‘
صديقهم المشترك التي كان مثار اعجاب “وعد” في صمت لكنه اختار علاقة كاملة مع “رجوي” ثم رفض الاستمرار بحجة غيرتها المجنونة والمدمرة جاء قراره متأخرا بعدما قطعا عامين شبه زوجين كانت “وعد” هي كل شهوده وقتها
كانت تراه سافلا وصديقتها الضحية واندهشت بعدما
تعافت “رجوي” سريعا من علاقتها ب “سامح” خريج الطب المتفوق وقبل تخرجها هي
كان “لفريد ”
النصيب الاكبر من اهتمامها
حتي تركته “رجوي”
فجأه رغم الحاحه
عليها بالزواج وغفرانه لكل شطحاتها كسرته رجوي باصرارها
وباتت في كل علاقة هي التي تبدأ وهي التي تنهي ولم تتزوج الا بعد سنوات رجلا وسيما ثريا يحمل جنسية عربية كان داعما لها متيما بها وهي كل اهتمامه وكما جاء زواجهما فجأه
جاء طلاقهما بهدوء
…
وهكذا زواجها الثاني الذي كان اسرع من حمل قطة تلبي نداء الطبيعة
وقد يكون سبب استمراره فترة أطول انه انه كان يعيش بعيدا مع زوجة واسرة ويكتفي بها في الويك اند وكانها استراحة مشاعر لهذا الاعلامي المعروف حتي انتهي ايضا دون عواقب
..
انها “رجوي” التي لا تثق الا بها وكانت تشاركها كل اسرارها وتفضلها
عن الجميع حتي اهلها فقد ساندتها غي السراء والضراء والتي اهدتها يوم اصرت ان تتزوج مهاب ( المغرور كما تصفه رجوي )
سلسلة محفور عليها صورتهما معا بالجامعة وتحتها كتب
( سنهزم الظروفR&W)
وكانت ترتديها
كلتاهما طوال الوقت
..
نظرت لها “رجوي” مستفسره ايييييييه مالك لم تكن سفرية لاختك وامك حذرتك قبلها انها ليست مواجهه سهله بعد مقاطعة 10 سنوات لكن هذا ليس سببا لترجعي بعدها ام الهول هكذا !!!
احكي لي ذاهبة لشغلي بعد ساعتين
ولن استطيع الاعتذار اليوم
ولن اتركك تائهه
ومنهاره هكذا ما بك ؟
تحدثي )
ردت “وعد” ابدا مخنوقه ولا اريد العيش مع “مهاب”..ولن استطيع العودة لأهلي فات الاوان الحمد لله انهم لم يدفنوني بمقابر العائلة للآن
ضحكت “رجوي” بصوت عالي ياسلام جديدة دي سمعت نفس الديالوج ده في اخر 10 سنين 2 مليون و9 الاف و345 مره هااا
هل في جديد عندك ناوية تغيري كلامك عن “مهاب باشا” لما يدخل من الباب ولا لم يتصل ولا لما اروح الشغل واكلمك بكره ! وموضوع العيلة ده خلص وانتهينا من يوم ما اصريتي واتجوزتي ثم انت زي ما انت عاوزين ايه تاني مش فاهمه
الوقت يمر كفاك دلع وتضييع وقتنا تكلمي
..
فجأة غامت عيني رجوي تجاه باب الشقة ليطالعها مكان تمثال العذراء خاليا وهو الذي ظل منيرا بجوار المدخل منذ دخلت وعد الشقة واختارت ان تضعه هنا اعلانا منها لاي زائر انها علي دينها
رغم زواجها بمهاب وصداقتها برجوي وكانت تتمسك به بشدة وتتعلق روحها فيه !!
تطل عليك العذراء بوجه هاديء منير فيه كل التسامح والرضا
وقبل ان تلتفت لسؤالها كانت وعد ترفع السلسلة التي اهدتها لها صديقتها في وجهها متسائلة بصوت مخنوق اين سلسلتك يا رجوي ؟! فردت وهي ترفع فنجال القهوة المحوج والمفضل لها من علي شفتيها في البيت نسيتها عندما تعجلتيني مرارا
..وانت اين سلسلتك التي يغار منها الجميع فتحت أزرار قميصها الفضفاض لتظهر لامعة مم أربك “رجوي” فاحتست الفنجال
في رشفة واحدة ثم تحدثت بصوت خفيض كانه آت من شخص اخر بعيد ..اخيرااا !!!
وجدتيها ..
هل تعلمين كم مره تركتها تحت وسادتك في حجرة نومك ويعيدها “مهاب” قبل ان تكتشفيها
هههه كان دوما اذكي من توقعاتي لكن اخيرا نسي ان يعيد كل شيء لموضعه قبل حضورك
من سفرك ال قصير نوعا ما والمحبط لمحاولاتك استرضاء اهلك
قد يكون
( تعب وعد ووحيد )
هو السبب فقد نزلنا معا بعد تليفون امي متعجلين
..نظرت لها “وعد”
في عدم فهم من ؟!
تعترفين بانك كنتي تشاركين زوجي فراشي في غيابي
بهذا البرود بل ويبدو انها ليست المرة الاولي !!!
ومن “”وعد ووحيد””
لم أفهم هل تعرفين بماذا اشعر الان ؟!
ولكن ماذا يهمك
بعد كل ما عشتيه في حياتك ما الذي سيفرق معك ؟!
…
نظرت لها “رجوي” باكية في صمود ما الذي
تعرفينه انت؟!
تعيشين مع زوجي
منذ خمسة عشر عاما وانا راضية صامته متفاهمه ..
احبني قبلك و عشقته قبل ان يراك
لكنه قرر ان يفاجئنا جميعا باختيارك للزواج رغم كل المستحيلات وجدك الزوجة الذي سيأتمنها علي اسمه خسر اهله وعمله والكثير حتي يتزوج الفتاه المسيحية المتشدده الهادئة البريئة
التي تخشي ان تصادق حتي الفتيات حتي
وانا النقيض كما رآها وقت تعرف بك معي
انا التي اقامت العلاقات وعاندت أهلها
وارتمت باحضانه حبا واستسلاما واخترت معه هذه الشقة
..لكن فرشتها بصحبتك انت ..نمت بحضنه قبل وبعد صلاته فذهب
..
ينتظرك خارج كنيستك ليسمع موافقتك علي الزواج به قبل عداء ورفض الجميع ليضمن اما شريفه بريئة لاولاده فقال الله كلمته ووجدك عقيما
ووهبته انا حياة كاملة وتؤام هما من صلبه ويحرمون من العيش بالنور معه منذ 3 سنوات
..
..كنت تحسديني اني صاحبة قرار وانا لجأت لكل اختيار متاح وخاطيء لاتركك تعيشين سعيدة مغيبة عن حقيقة كل من حولك ويرفضك
الا انا حتي “سامح” تركني حينما قارن بين صدقي ووضوحي معه وبين خجلك وجبنك
في اعلان مشاعرك له والتي كان يلاحظها الجميع وانكرها انا
….
هكذا عشنا نحن الثلاثة في حدوته مريبة و سر كبير لا ينتهي كان لابد من حسمه لنرتاح
…
.. نعم عاد لي “مهاب” نادما لكنه رفض ان يخذلك بعد ان لفظك مجتمعك ودينك واهلك قدر تضحياتك لأجل الزواج به لكنه اشتاق ان يتحرر من عذاب الضمير وشوقه لشعور اب محروم واستجبت له بعدما ابتعدت وتزوجت
تركت كل شيء لاجله
..
لكن جاء مرضك ليرعبه تركني يوم عقد القرآن لينقذك من التعب بعدما اكتشفتي خيانته دون ان تعرفي انها انا شريكتك والتي بكيتي لي في الهاتف وانا من حرضك ضده لانهاء زواجكما وتمسكتي به انت رغم ذلك واستسلمتي مع اول قبلة اعرف مهاب جيدا
انه يعرف كيف يضعف نساءه ويسترضيهم
…
..خاف ان يحرمك صديقتك وزوجك
وهما كل ما تبقي لك واستجبت سريعا لاتصالك يومها
جلست معك بالمستشفي حتي تعافيت وثوب زواجي ملقي باهمال في دولاب ملابسي
حتي حينما وافقت علي زواجي الثاني لاهرب من حب مهاب ورغبتي في الاحتفاظ بصداقتك
…
كنت اهرب بكل اوجاعي لتعيشين مطمئنه سعيدة وانت دائمة الشكوي والتذمر مظهرك البريء ودموعك الصادقه تؤثر علي
الكل وقبلهم انا
أحببتك بصدق لكنك
لم ترحميني صمتك
كان سلاحا اقوي من كل جموحنا ..خياناتنا ..
جنونا حتي قررت ان اخيره بعد كل ما تحملته بين حياته اللا منطقية معك وبين حياته التي يتمناها معي واولاده
…
..كانت وعد تتابع اعترافات رجوي في ذهول غير مصدقه كأنها تراها للمرة الاولي وتتذكر أحداث ومواقف لم تكن يوما مثار شكوكها أبدا رغم تحذيرات البعض ومقاطعة. امها وهي تؤكد لها انها ترعي حية رقطاء في دارها وتكرار الحلم الذي يهاجمها وبسببه ذهبت للطبيب النفسي وهي تري رجوي تسقطها في البحر
من ربوة عالية
مع علمها بخوفها
من البحر وعدم قدرتها علي السباحة
حلم كان مخيفا ماتت فيه مرارا
واستيقظت في المستشفي كل مره لتجد رجوي فقط هي من تمسك يدها وتتابع مرضها حتي تعود لبيتها واكملت رجوي كلامها نعم انا من عاشت معه سنواته الاخيرة
وانجبت له
وحفظت سره وساندت عمله وعوضها
عن كل ليالي الحرمان من حضنه واهتمامه
لكن اتعلمين كانت متعتي الاكبر
حين اعاشرة علي فراشك انت
ولا تساليني عن سبب نشوتي المحمومه و انا اتمتع بين يديه في فراشكما العقيم هذا
..
واترك علاماتي علك تكتشفين الحقيقة واستريح
..لم اخونك يا عزيزتي حافظت عليك
وعلي استمرار بيتك لكن اما تكفيك هذه السنوات لتتركيه لاولاده ولي ؟!
سقطت وعد مغشيا عليها من قسوة المواجهه
..
جاء صوته هادئا مثل كل مره اقترب منها ليحنو ويصالح بعد كل جريمة في حقها..لكنه مختلف
اين انا ومن هؤلاء ..ووقعت عيناها علي المرآه الكبري في مواجهتها فاصابها ذعر حقيقي وتهدجت انفاسها
…
( حبيبتي اما يكفيك نوم ليلتين بعيدا عني
آما تفتقدين
صحبتي واولادك ؟! )
نظرت له في رعب ممزوج بالدهشه
وتلفتت حولها مذهولة !!
هرع اليها طاقم التمريض ليهديء
من روعها بمزيد من المسكنات والمهدئات
التي تعيش علي محاليلها منذ ايام
تتكرر كل فترة ليست طويلة
بينما وقف زوجها حائرا حزينا يصدق
ينظر لها بشفقة ممزوجه باهتمام
..
ويتابع تعليمات
الطبيب ويجيب علي استفساراته المتلاحقه
…حتي فاجئه قائلا
…
( مهاب احنا اصدقاء نصحتك كتير ان تنقل تمثال العذراء من علي باب الشقة
وان تسعي بجدية للعزال من هذا المكان المحموم بالذكريات القاسية
لن تنسي رجوي ابدا حادث وفاة وعد امام عينيها وهي تسقط في هوة الاسانسير المعطل تعلم ان الصدمة كانت عنيفة وان قرارها
الغريب باعتناق الاسلام جاء تحت ضغوط مرضية كثيرة لقد عاصرت الصديقتان مثلك تماما منذ سنوات
واعلم طبيعة علاقتهما القوية الغامضة
..ولم اقتنع يوما بتبادلها المواقع بطيب خاطر
..
ورغم ان أهلك وأهل وعد وافقوا علي
ان تتولي تربية ابنائك
من صديقهتا لكنه وضعا سيظل صعبا عليها
..
خمسة سنوات
مرت وهي لا تنسي
ما عاشته واكتشفته بينكما
…
وكل مره تدخل
دوامة الغيبوبة
والحال من سيء
الي اسوأ فماذا
تنتظر اذن
….
حتي الاوقات
والشهور التي تتعافي فيها وتتذكر انها
“رجوي” وليست “وعد”
وتستعيد تفاصيلك معهما تمر قاسية حزينة
…
ولا تدوم طويلا وتعود لنفس الغيبوبة والالم )
لقد ادمنتم جميعا استحلاب الماضي وخطاياكم فماذا تنتظرون اكثر من ذلك
… رد “مهاب” منفعلا
ارجوك “سامح” كفاك عتابا
انت تعلم مدي ارتباطي بالمكان ومن فيه
عموما انتظر اتصالك صباحا لتطمئني متي ستخرج.. الاولاد يسألون عنها ويتألمون
..
وقعت عيناه علي باقة ورد كبيرة نفس زهور البنفسج التي كانت تعشقها “رجوي ووعد”
ونفس العبارة غير المفهومة
(( اشتاقك لانك نفسي..فهل تعودين لي ))
التفت لسؤال صديقه الطبيب المعالج لم يعرف احد من الذي يرسل هذه الباقات بانتظام ؟! فهز ” سامح” رأسه بلا اهتمام وهو يقيس نبض “رجوي”
التي هدأت وعادت تستسلم للنوم لكنها رأته فظهرت علي وجهها شبح ابتسامة . ربت علي كفها بحنان
…
ونظر الممرضة التي ناولته حقنه جاهزة وهمست له( دكتور الجرعة كبيرة لقد بدأت تنسي كل شيء ولن تفيق او تتعافي هنا ) فرمقها بقسوة غيرت ملامحه ..وهمس بفحيح الحالة بتاعتي فاهمه
…
ثم التفت مواجها مهاب
…
أري انها لن تخرج سريعا
…لكن قرر ماذا
ستفعل واسرع
فحياتكم جميعا
في خطر