براين كلوف اسطورة انجليزية وصانع المعجزات
بداية كلوف
من مواليد عام 1935 بدأ مسيرتة في عالم كرة القدم وهو في سن العشرين مع فريق مدينتة نادي ميدلزبره وكان يلعب في مركز المهاجم وأستطاع أن يكتب التاريخ مع فريقة في 6 مواسم بتسجيل 197 هدف في 213 مباراة بعد ذلك أنتقل إلي نادي سندرلاند في صفقة بلغت قيمتها 45 ألف جنية أسترليني شارك معهم في 61 مباراة سجل خلالهما 54 هدفا لكن مسيرته في الملاعب أنتهب بسبب أصابة قوية تعرض لها اجبرته على الاعتزال بعدها انتقل للعمل بمجال التدريب برفقة صديقه بيتر تايلور ليكون تايلور مساعداً له في تدريب نادي هيرتبول.
– مسيرته مع نادي هيرتبول
عمل كلوف لمدة موسمين في ذلك النادي بدورى الدرجة الرابعة حيث قادهم في 84 مباراة فاز في 35 وتعادل في 13 وخسر في 36 مباراة ليترك بعدها نادي هيرتبول ليبدأ في البحث عن نادي أخر .
– مشواره مع ديربي كاونتي
بدأ كلوف مسيرتة في تدريب نادي ديربي كاونتي عام 1967 وكان النادي يلعب في بطولة دوري الدرجة الثانية ولم يكن يمتلك أي مقومات تجعله يصعد ليلعب في الدوري الممتاز فقام كلوف بتسريح معظم لاعبي الفريق وإستقدم لاعبين أخرين عن طريق صديقة بيتر تايلور الذي كان بجانب عمله كمساعد له كان يعتبر أحد أفضل الكشافين الأنجليز في ذلك الوقت.
بدأ كلوف أولي خطوات تحقيق حلمه في صعود ديربي كاونتي إلي الدوري الممتاز عندما أوقعت قرعة الدور الثالث من كأس أنجلترا نادي ديربي كاونتي المغمور أمام نادي ليدز يونايتد الذي كان يعد أحد أقوي أندية أنجلترا في ذلك الوقت فكانت تلك أسعد لحظات كلوف حيث جائت له فرصة اختبار قدراتة التدريبية أمام مدرب كبير وبطل أنجلترا في ذلك الوقت دون ريفي وفرصة أيضا لأختبار قدرات لاعبية ولكن لم تبتسم المستدير لكلوف وخسر فريقة بهدفين دون رد أحدهم من ركلة جزاء.
لكن طموح كلوف لم ينكسر فقرر هو ومساعده الكشاف العظيم بيتر تايلور في البحث عن لاعبين أكفاء وتواصل طموحهم في الصعود للدوري الأنجليزي , وفي أولي مواسمة مع ديربي كاونتي بدوري الدرجة الثانية حصل كلوف علي المركز ال 18 برصيد 36 نقطة فقط ولكن في الموسم الثاني 1968/1969 عاد كلوف بقوة وحصل علي المركز الأول برصيد 63 نقطة بفارق 7 نقاط عن صاحب المركز الثاني كريستال بالاس ليصعد ديربي كاونتي لدوري الدرجة الأولي الأنجليزي (البريميرليج).
وفي أول مواسم ديربي كاونتي بقيادة كلوف في دوري الدرجة الأولي موسم 1969/1970 حقق كلوف المركز الرابع برصيد 53 نقطة في حين حصل أيفرتون علي لقب الدوري هذا الموسم ليتسني لنادي ديربي كاونتي المغمور المشاركة في البطولة الأوروبية ولكن بسبب الديون المتراكمة علي النادي حرم ديربي كاونتي من المشاركة الأوروبية وتلاشي حلم كلوف في غزو أوروبا ولكن اليأس لم يصل ألية. وفي موسم 1970/1971 تراجع مستوي الفريق ليحصد 42 نقطة فقط يحتل بهم المركز التاسع في حين توج نادي أرسنال باللقب برصيد 65 نقطة.
– تحقيق الحلم
ولكن في موسم 1971/1972 أستطاع كلوف أن يحقق جزء من أحلامه وحقق مع ديربي كاونتي لقب الدوري الإنجليزي علي حساب أقوي ناديين في أنجلترا في هذا الوقت (ليدز يونايتد و ليفربول) وكان ذلك عبر قصة درامية للغاية فكانت أخر مباراة لديربي كاونتي في هذا الموسم أمام ليفربول علي ملعب ديربي كاونتي وفاز ديربي كاونتي في هذه المباراة ليتصدر كلوف ورفاقة جدول ترتيب المسابقة ولكن كان هناك مباراة مؤجلة لكلا من ليفربول وليدز يونايتد وكان كلوف متشائماً للغاية ولم يكن يريد أن يري هو ولاعبوه حلمهم يتبخر فأمر صديقة ومساعده بيتر تايلور بأصطحاب اللاعبين في رحلة لمدينة مايوركا الأسبانية بينما ذهب هو لمدينة صقلية للأستجمام ولكن الأخبار السعيدة جاءت من انجلترا لتعلن عن هزيمة كلا من ليفربول و ليدز يونايتد في أخر مباريتهم ليتوج ديربي كاونتي بلقب الدوري الإنجليزي لأول مره في تاريخه في ليله لن ينساها أي مشجع لفريق ديربي كاونتي وبالتأكيد لم ينساها كلوف حتي وفاته.
وفي موسم 1972/1973 بدأ كلوف مع ديربي كاونتي في البحث عن تحقيق المجد الأوروبي وبسبب اللعب علي أكثر من بطوله فقد تراجع مستوي الفريق حيث حصل علي المركز ال 7 برصيد 46 نقطة بفارق 14 نقطة عن ليفربول الذي توج بلقب الدوري هذا الموسم ولكن كان كلوف مع ديربي كاونتي يسير بنجاح علي المستوي الأوروبي حتي وصل الي قبل نهائي دوري أبطال أوروبا ولكنه خسر من يوفينتوس الأيطالي 3/1.
بعد ذلك دخل في صراع مع رئيس النادي حيث كان مقررا أن يخوض ديربي كاونتي مباراة أمام فريق ليدز يونايتد يوم السبت ومباراة اليوفي في قبل نهائي دوري الأبطال يوم الثلاثاء فطلب رئيس النادي من كلوف أن يلعب مباراة ليدز يونايتد بالفريق الأحتياطي ويلعب بكامل قوتة أمام اليوفينتوس ولكن كلوف رفض أن يخسر أمام غريمة دون ريفي ودخل المباراة بتشكيلة كامله ولكن ريفي ولاعبيه قضوا علي حلم كلوف الأوروبي بتدخلاتهم العنيفة علي نجوم ديربي كاونتي حتي دخل كلوف مباراة يوفينتوس ومعظم تشكيلته الأساسية مصابة ولم يسلم أيضا لاعبي كلوف من قوة تدخلات لاعبي اليوفي حتي أنتهت المباراة بفوز يوفينتوس وهنا خرج كلوف بتصريح ناري ضد الطليان حيث قال (أذا كنتم عنيفين هكذا فأين كنتم في الحرب العالمية الثانية) وأنتهي بذلك مشوار كلوف الرائع مع ديربي كاونتي .
– الفشل مع برايتون
خاض كلوف تجربة قصيرة مع برايتون قدم خلالها الفريق مستوى سئ وأنهي كلوف الموسم الوحيد له مع برايتون 1973/1974 في المركز ال19 برصيد 43 نقطة فقط في 46 مباراة ليترك تدريب الفريق .
رحلة ليدز التي انتهت بتصريحات مثيرة
بعد الأعلان عن تولي دون ريفي تدريب منتخب أنجلترا خلفاً للسير ألف رامزي كان نادي ليدز بدأ رحلة البحث عن مدربا جديد فما كان من الأدارة إلا أستقدام المدرب الشاب براين كلوف , وافق كلوف علي تدريب ليدز يونايتد لرغبتة الشديدة في العودة لدوري الدرجة الأولي ولكن صديقه ومساعده بيتر تايلور فضل البقاء مع برايتون علي تدريب ليدز يونايتد العدو اللدود لهما فرحل براين كلوف بمفرده لأول مرة وقبل ذهابه لتوقيع العقود تم عمل مقابلة تليفزيونية مع كلوف وسأله المذيع “أنت الأن تخلف دون ريفى المدرب الذى حقق كل شىء مع ليدز فكيف سيكون موقفك من ذلك” فـ رد عليه براين كلوف بـ كل ثقه “لا لم يفوز بـ كل شىء .. لم يفوز بـ بطولة أوروبا وكل الألقاب التى حصل عليها النادى تحت قيادة دون ريفى كانت بالغش والخداع والتمثيل وعلى اللاعبين أن يلقوا جميع جوائزهم فى أقرب سله قمامة والتركيز فى ماهو قادم والفوز بـ شرف فى البطولات القادمه معه”.
تلك المقابلة تسببت في فجوة كبيرة بين لاعبي ليدز يونايتد وبين كلوف خصوصاً وأن دون ريفي كان بمثابة أب روحي لهم حيث قضي معهم 13 عاما وقدم اللاعبين مستوى سئ مع كلوف ثم نتائج سيئة في الدوري لتنتهي قصة براين كلوف مع ليدز يونايتد سريعاً بقضاءه 6 مباريات فقط كمدرب لليدز فاز في مباراة وتعادل ف 3 وخسر مبارتين.
– صناعة المعجزات مع نوتنجهام
تولى كلوف تدريب فريق نوتنجهام موسم 1975/1976 بعد إقاله الان براون بسبب النتائج السيئة في دوري الدرجة الثانية , وقد اصطحب كلوف صديقه ومساعده تايلور للعمل معه في نوتنجهام وكانت أول مباراة لنوتنجهام ذلك الفريق الريفي البسيط أمام نادي توتنهام هوتسبيرز في مباراة ضمن كأس أنجلترا وحقق نوتنجهام المفاجأة وفاز في تلك المباراة وانهى نوتنجهام هذا الموسم في المركز الـ8 بالدرجة الثانية برصيد 46 نقطة بفارق 10 نقاط عن سندرلاند الذي تصدر دوري الدرجة الثانية هذا الموسم وفي الموسم الثاني 1976/1977 استطاع كلوف الوصول بنتوتنجهام للمركز الثالث برصيد 52 نقطة بينما حصل تشيلسي علي 55 نقطة في المركز الثاني و ولفرهامبتون 57 نقطة في المركز الأول ليتم صعود نوتنجهام لدوري الدرجة الأولي.
ومع أول موسم له مع نوتنجهام في دوري الدرجة الأولي أستطاع كلوف صناعة التاريخ مرة أخري بعد ان قاد الفريق للتويج بلقب الدوري الأنجليزي موسم 1977/1978 برصيد 64 نقطة وفى نفس الموسم أستطاع كلوف الحصول على كأس المحترفين الانجليزيه بعدما تغلب على ليفربول الذى كان يدربه المدرب الأسطوره بوب بيزلى لـ يحقق براين كلوف إنجاز أشبه بالمعجزه ويفوز بالثنائيه مع نوتنجهام فورست فى أولى مواسمه فى الدورى الدرجه الأولى.
تعلم كلوف من أخطائة مع ديربي كاونتي ولم يشارك في كافة البطولات كما فعل ف السابق ووجه تركيزه علي الفوز بالبطولة الأوروبية ففى الدور الأول من بطولة اوروبا واجه نوتنجهام فورست نادى ليفربول وفاز نوتنجهام على ليفربول 2-0 ذهاباً وتعادل معه فى الإياب 0-0 وكان الليفر بطل اوروبا موسمين متتاليين من قبل وفى الدور الثانى فاز نوتنجهام فورست على نادى أيك أثينا اليونانى 2-1 ذهاباً و 5-1 إياباً وفى دور ربع النهائى التقى مع نادى جراهسبور السويسرى وفاز عليه 4-1 ذهاباً وتعادل معه 1-1 فى الإياب ليتأهلى الى نصف النهائي ويواجه فريق كولن الألمانى صاحب ثنائيه الدورى والكأس وقتها وتعادل معه نوتنجهام داخل الديار 3-3 لـ يذهب براين كلوف ورجاله لـ يحققوا المستحيل والفوز فى ألمانيا على كولن 1-0 في عقر داره بألمانيا ويصعد نوتنجهام الى المباراة النهائية.
في المباراة النهائية التقى نوتنجهام مع نادى مالمو السويدى وفاز عليه 1-0 بـ هدف للاعب الشاب فرانسيس الذى كان يعتبر وقتها اغلى لاعب فى تاريخ انجلترا حيث تخطت قيمة صفقته المليون جنيه إسترلينى ليقود نوتنجهام نحو تحقيق معجزة حقيقة بالحصول على أكبر بطوله أوروبيه بنادى كان منذ عامين يعتبر نادى ريفى هاوى أقصى طموحاته الصعود لدورى الدرجة الاولى.
ورغم خسارة نوتنجهام للدورى الا ان براين كلوف لم يفقد الأمل وعاد وفاز بالكأس للمره الثانيه ع التوالى ولكن هذه المره على حساب نادى ثاوثهامبتون لـ يحقق ثنائية بالفوز بالبطوله الأوروبية وكأس المحترفين الانجليزيه لـ يكتب كلوف إسمه بحروف من ذهب فى تاريخ كره القدم .
انجاز جديد
وفي موسم 1979/1980 لم يعطي كلوف أهتماما للدوري المحلي وركز أكثر للحصول علي البطولة الأوروبية فحصل علي المركز الخامس في الدوري برصيد 48 نقطة بينما توج ليفربول باللقب برصيد 60 نقطة أما في البطولة الأوروبية فـ واجه نوتنجهام فى الدور الاول نادى أوستر السويدى وفاز عليه 2-0 ذهاباً و 1-1 إياباً بينما التقى في الدور الثانى مع نادى أرجيس باستى الرومانى وفاز عليه 2-0 ذهاباً و 2-1 إياباً ليصعد الى ربع النهائى وكانت المواجهه صعبة أمام نادى دينمو برلين الألمانى حيث حقق الفريق الألمانى المفاجأة وفاز على نوتنجهام على في انجلترا 1-0 لكن اليأس لايعرف طريق لـ عقل براين كلوف فـ حقق المستحيل لـ ثانى مرة ع الأراضى الألمانيه وفاز على الفريق الألمانى 3-1 فى مباراة أبدع فيها المهاجم الشاب فرانسين.
وفى نصف النهائى كانت المنافسه على أشدها عندما واجهه نوتنجهام فورست نادى أياكس الهولندى بـ قياده المدرب القدير ليو بينهاكر وفاز نوتنجهام فى الذهاب 2-0 قبل أن يخسر فى هولندا 1-0 ليتأهل للمباراة النهائية للعام الثاني على التوالي.
التقى نوتنجهام في النهائي مع فريق هامبورج الألماني الذى تأهل للمباراةالنهائية على حساب ريال مدريد بعد فوزه عليه بخماسية لكن نوتنجهام لم ييأس ودافع عن لقبه واستطاع ان يحافظ عليه بعدما تغلب هامبورج بهدف دون رد
ليحقق بذلك كلوف إنجاز كبير لم يتخيلة أي أنسان بأن يسيطر نادي ريفي علي أوروبا لمدة سنتين متتاليتين .
أما عن باقي مواسم كلوف فلم تشهد أي انجاز مع نوتنجهام نظراً لعدم توافر الأموال لتدعيم الفريق ووقوع خلاف جديد بين براين كلوف وصديقة ومساعدة بيتر تايلور فتركة تايلور وعاد لديربي كاونتي وترك كلوف في نوتنجهام فورست ولم يحقق بعد فوزه بأخر بطولة أوروبية سوي كأس أنجاترا للمحترفين عامي 89 و 90 .
الاعتزال والرحيل
قرر كلوف أعتزاله التدريب نهائيا عام 1993 ليتفرغ للأهتمام بصحتة التي تدهورت بسبب الكحوليات وليعود نوتنجهام فورست الذي سيطر علي القارة الأوروبية لدوري الدرجة الثانية من جديد .
وتوفي صانع المعجزات براين كلوف في 20 سبتمبر 2004 تاركا خلفه تاريخ كبير من الانجازات.