كتبت شيماء سلامه
إحنا شعب عجيب… بنلبس جناحات
ملايكة ونطير في السما،
بس أول ما حد ييجي جنب مصلحتنا… نقلب
شياطين ببدل شيك!
اللي بيعيّط على قطع الأرزاق، هو نفسه
اللي عامل بلاغ في كافيه عشان مش
لاقي يركن…
ولا الناس قاعدة تحت بيته ومضايقاه
وهو راجع من الشغل تعبان!
(وبالمناسبة… عنده حق، بس مش دا
الموضوع)
الموضوع إن إحنا بنفصّل المبادئ على المقاس
طول ما الحكاية مش جايه عليا… أنا إنسان راقي وعندي قلب!
بس أول ما الموضوع يلمّسني؟ الدنيا
تتحرق، والدولة ظالمة، والحي مرتشي،
والبلد دي ما تتعاشش فيها!
فين ضميرك اللي كان بيبكي على لقمة
العيش؟
ضاع مع أول صف عربية؟
لكن فجأة بقينا نشوف نوع جديد من
“النجاح”
نجاح بنكهة البانجو
من “لينا” لـ “لك”
من زيرو لأسطورة
من بياع رز بلبن… لبيزنسمان بيحاضر في
جامعات!
من ترزي في شارع جانبي… لستايلست النجوم
من واحد بيفرم توم… لمالك سلسلة
مطاعم في الخليج!
المشكلة مش في الطموح
المشكلة إن كل ده بيحصل في سنة…
اتنين بالكتير
وإنت مطلوب منك تصدّق
وتسقف… وتقول يا بخت الناس اللي
بتتعب!
آه… ودي مش غيرة، ومش أعداء نجاح
دي بس عقولنا رافضة تصدّق أي حاجة
وأنت بتضحك علينا وانت لابس بدلة
نضافة!
صدق اللي تقدر تهضمه
بس ما تحاولش تجرّعنا معاك
إحنا مش بلعنا قصة النجاح في علبة رز
بلبن…
يبقى أكيد مش هنبلعها في علبة فاميه ولا
جاكت جلد
النجاح المفبرك بقى بيتباع في علب
وجواه شعارات عن التحفيز والصبر
والاجتهاد
بس أول ما تفتح العلبة… تلاقي فيها
حاجة تانية خالص
فاكر لما كانوا بيقولوا “اتعب النهاردة
عشان ترتاح بكرة”؟
دلوقتي بقى:
اركب أي سكة… وخلي الباقي على
العلاقات
