مقالات

كلام مهم

Advertisements

رؤية /سمير عوض

خريطة العالم تتغير بعد ضرب السعودية والإمارات !!!

ستتغير المنطقة بعد ضرب ناقلات النفط الإماراتية والسعودية قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، وهجمات 7 طائرات بدون طيار يمنية لمنشآت شركة أرامكو السعودية قرب الرياض، والتغيير ليس سببه حجم الخسائر، وإنما لأنه كشف عن موازين قوى جديدة، فبرغم القواعد العسكرية الأمريكية والفرنسية والبريطانية تم ضرب ناقلات النفط في الفجيرة المحاطة بقاعدتين عسكريتين، واحدة أمريكية وأخرى فرنسية، ورغم شراء السعودية لقبة حديدة من الصواريخ الأمريكية لحماية أجوائها، تمكنت طائرات يمنية بسيطة من اختراق الدفاعات، والتحليق لأكثر من ألف كيلو متر، والوصول إلى قرب الرياض، وتدمير مضختي بترول ومنشآت أخرى ..

الحادثان كشفا أن ترامب لا يحمي السعودية ولا الإمارات، رغم حصولة على مئات المليارات، والمطالبة بدفعات أخرى، وها هو يضع ذيله بين فخذيه ويعلن أن جون بولتون ومايك بومبيو يريدان دفعه إلى الحرب، وهو لا يريد خوضها، لماذا لا يريد ترامب أن يخوض الحرب؟

سبق أن قال ترامب إن أمريكا خسرت ترليونات الدولارات في حرب العراق دون فائدة، ويدرك أن إيران أقوى بكثير جدا، وأن القواعد الأمريكية وحاملة الطائران وحقول النفط ستحترق، وأن الصواريخ ستسقط على إسرائيل بغزارة لن تتحملها، فهل يمكن دفع هذا الثمن في حرب لا يمكن ربحها؟

اعتمدت أمريكا على سياسة الردع، وجاءت بحاملة طائرات وقاذفات استراتيجية، لكن إيران تحدت الردع الأمريكي، بل وجهت صفعة للوجود الأمريكي، وكان على أمريكا إما أن تضرب بقوة أو تنكس وجهها، وتضع ذيلها بين فخذيها، وفي كلتا الحالتي ستخسر، ومعها السعودية والإمارات لاعتقادهما أن المال وشراء السلاح يمكن أن يجعل منهما قوى عظمى، وهو تصور ساذج يليق بهما، أما لو كانت الولايات المتحدة أو إسرائيل هي من دبرت الحادث الأول وفجرت سفن النفط لكانت قد استعدت إعلاميا وسياسيا وعسكريا للخطوة التالية، وهو ما لم يحدث، وما كانت طائرات اليمن استكملت الضربة الأولى بضربة ثانية في أقل من 3 أيام، وتضع أمريكا وحلفائها في مأزق، رافعة أعلى درجات التحدي، هذا ما كشفت عنه أحداث الأسبوع الجاري، وها هو وزير الخارجية الأمريكي يسمع اليوم من وزراء خارجية أوروبا توبيخا لم يسبق أن سمعه وزير أمريكي، فقد أعلنوا أن سياسة الولايات المتحدة هي السبب في المأزق، وأن خروجها من الإتفاق النووي كان قرارا خاطئا، ولن تستطيع تركيع إيران أو شن حرب عليها إلا بتعريض العالم كله لكارثة، عندما تحترق آبار البترول وتختفي فيه دول وتتغير الخرائط الإقتصادية والسياسية .. حادثان بسيطان كشفا حقيقة من الصعب تجاهلها، لهذا نحن مقبلون على مرحلة جديدة.

٩ بشنس 6260 مصرية – ١٧ مايو 2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى