مقال ..بقلم / احمد عبدالله
زمن الهاشتاج والتريند يتردد فى الآونة الأخيرة مايسمى بـ”الهاشتاج” و “التريند” على العديد من مواقع التواصل الاجتماعى خاصة موقعى تويتر وفيسبوك… قد يعلم البعض ممن يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى ماهما وماهو الغرض منهما وكيفية استخدامهما ولكن مازال هناك البعض الاخر لايعلم عنهما شىء ومازالوا يتسائلون عنهما ؟ ببساطة “الهاشتاج” عبارة عن علامة تصنيف يتم استخدامها لتصنيف التغريدات او الاخبار ذات الموضوع الواحد بحيث يمكن قرائتها من قبل متابعين هذه التغريدات أو الأخبار أو من قبل غير المتابعين لها، ودائماً تبدأ بإشارة( #). اى أن الهاشتاج هو كل ماهو مسبوقا بوسم الـ (# ).. وبمزيد من التوضيح فان كلمة هاش تعنى علامة الوسم (#) وكلمة تاج تعنى اسم الموضوع وبالتالى الهاشتاج هو كل رقم أو حرف او كلمة يوضع قبلها هذا الوسم (#) بدون مسافة، اما اذا كان الهاشتاق عبارة عن كلمتين او اكثر، فيجب وضع علامة (_) بين كلمات الهاشتاق بشكل متصل فيما بينها وبالتحديد محل المسافات بين الكلمات، مثال: #مصر #تحيا_مصر ولكن ما الغرض او الهدف من استخدامهما ؟؟؟ عندما يتم عمل الهاشتاج فانه يجذب عددا كبيرا من المتابعين فيزداد عدد المشاهدات والمشاركات اى التعليقات واللايكات فى خلال فترة زمنية بسيطة واذا كانت التفاعلات حوله كثيرة وسريعه اندرج تحت مسمى افضل المواضيع المتداولة وفى هذه الحالة يسمى بالـ”تريند” مما يعنى دخول هذا الهاشتاج ضمن قائمة افضل عشرين موضوع متداول حسب الموقع الجغرافى. لذا يهتم الناشطون على تويتر متابعة اعلى عشر وسوم تفاعلا والتى تتناول اهم القضايا المطروحة فى بلدانهم والعالم .
ومن اللافت للنظر ان العالم اصبح يهتم اهتماما شديدا بالترند ويستخدمونه كاحد وسائل رصد وقياس الراى العام. وبات العالم الافتراضي يحرك العالم نحو ما يحدث في اي مكان ، فاى حدث فى اى دولة ممكن ان يتحول الى تريند وحدث عالمى كونه تحول الى هاشتاج على تويتر وترند على مستوى العالم وبالتالى الحدث فى هذه الحالة لم يعد حدث داخلى يمس تلك الدولة وانما اصبح حدث عالمى يتحدث عنه العالم كله .
لكن قد يؤدى سوء استخدام هذه الميزة الالكترونية بطرق خطأ الى نشر اخبار مضللة وقد يكون التريند مدفوع الثمن من قبل بعض الاشخاص او الشركات لنشر اخبار تتفق مع اهوائهم وقد يكون يتم صنع التريند من قبل مايعرف باسم(الجيوش الالكترونية) والتي لا تعمل بشكل علني، وذلك بخلاف أن تتصدر الوسوم من خلال كتابة مجموعة من المستخدمين تغريداتهم على الوسم ذاته خلال مدة زمنية قصيرة. ترويج الوسم هو ظاهرة غير قانونية منتشرة بكثرة في العديد من الدول، وتتم باتصال أشخاص بجهات لديها أفراد يمتلكون حسابات كثيرة، يغردون في الوقت ذاته؛ حتى يزيد التفاعل على الوسم ويصبح ترينداً.
وفى مصر بوجه خاص تحكم الهاشتاج فى امور كثيرة سواء سياسية او اجتماعية اورياضية او دينية أو فنية وبات لرواد مواقع التواصل الاجتماعى الكلمة العليا فى قرارات غيرت مجريات الامور فى الشارع المصرى وظهرت هاشتاجات تركت اثرا او صنعت قرارات حكومية او مجتمعية فمنها ما كان له علاقة بامور مجتمعية او بشخصيات مشهورة رسمية وغير رسمية. ويعد هاشتاج “30يونيو” احد ابرز الهاشتاجات التى ظهرت وتلاه هاشتاج اخر بعنوان#انتخبوا_البطل للدعوه لانتخاب الرئيس السيسى.
وجاء هاشتاج «الجيش المصرى رجال» ليكون الأول من نوعه في مواجهة الإرهاب والعمليات الإرهابية، حيث دشن عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، هاشتاجًا جديدًا لدعم وتأييد الجيش المصري، تحت عنوان “#الجيش_المصري_رجال”، وتم تدشينه بعد عملية إرهابية استهدفت كمينًا بمنطقة الشيخ زويد، وراح ضحيتها 28 شهيدًا و26 مصابًا من الضباط والجنود، واحتل المركز الأول في قائمة الأكثر تداولًا على الموقع وقتها ومؤخرا تصدر هاشتاج”لاللفوضى” مواقع التواصل الاجتماعى للاعلان عن رفضهم لدعوات التظاهر التى تهدد امن البلاد .
لم تعد ثورات الشعوب بعد الثورة التكنولوجية تعتمد على المنشورات الورقية او الاجتماعات السرية اوتجنيد الجواسيس للتعرف على اخبار العدو وحالته النفسية والاقتصادية واوضاعه السياسية والعسكرية بل اصبحت ثورة الكترونية او افتراضية تعتمد على الشير واللايك والصورة والفيديو والترند والهاشتاج الفوز لمن يتقنها والهزيمة حتمية لمن لايعطيها الاهتمام الكافى
